أطلقت وكالة ناسا كبسولة الفضاء “أوريون” في مهمة تجريبية غير مأهولة، تمهيدا لاستخدامها في رحلات مأهولة إلى الفضاء، ومنها الى المريخ مستقبلا.
وقد سقطت الكبسولة بعد الاختبار في المحيط الهادئ قبالة الشاطئ المكسيكي، حيث اعتبرت الوكالة إن رحلة الاختبار القصيرة تعد فرصة لاختبار فعاليات التكنولوجيا التي اعتمدها مهندسو ناسا، مثل الدروع الواقية من الحرارة ومظلات الهبوط.
ووجد المهندسون بعد نهاية الاختبار أن الدرع الواقي من الحرارة في الكبسولة نجح في الاختبار نجاحاً كبيراً، وقال”مارك كيراسيش” مدير برنامج أوريون إن الدرع قد “لاقى كل التوقعات” خلال عودة الكبسولة إلى الغلاف الجوي للأرض من الفضاء، حيث تحمل درجات حرارة وصلت إلى 4000 درجة فهرنهايت.
وبرغم هذا النجاح، وبفضل البيانات التي جمعتها ناسا من الاختبار، توصل الباحثون في ناسا إلى استنتاج مفاده، أن الدرع الواقي من الحرارة الذي استُخدم في تلك الرحلة لا يمكن الاعتماد عليه في المهمة الرسمية الأولى لأوريون، المقرر انطلاقها في 2018.
وستشهد المهمة الأولى للكبسولة، والتي ستحمل اسم Exploration Mission 1 درجات حرارة شديدة البرودة، كما أنها ستحلق أسرع، وبالتالي يمكن أن تواجه حرارة أعلى بكثير خلال عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض.
وقد صمم مهندسو ناسا حلا فريدا لهذه المشكلة، من خلال إعادة تصميم طبقة الألياف الزجاجية الموضوعة على درع التيتانيوم/الكربوني الواقي من الحرارة، لجعلها أكثر قوة وتحملا، لكنها في نفس الوقت قابلة للتفكك.
ومع عودة الكبسولة إلى الغلاف الجوي للأرض تتفكك هذه الطبقة (التي تتكون من 320 ألف خلية)، إلا أنها ستوفر ما يكفي من الحماية للكبسولة والركاب الذين بداخلها في المستقبل عند عودتهم من بعثات الفضاء السحيق، حيث ستتحمل وحدها مخاطر اختراق الغلاف الجوي بعيدا عن جسم الكبسولة نفسها.
والخبر السار هو أن هذا الدرع الواقي الجديد ليس بنية صلبة واحدة، وإنما عبارة عن أجزاء مختلفة، يمكن تصنيعها في أماكن مختلفة في آن واحد، وهذا الأسلوب سيوفر على “ناسا” الكثير جدا من الأموال، كما أنه أيضا سيختصر عملية تصنيع الدرع مدة شهرين كاملين.